الوعي الذاتي طريق لنجاح المدراء

إن الوعي الذاتي أمر مهم لجميع المديرين ومنهم مديرو المدارس، لذا أنتم مدراء المدارس تحتاجون للوقوف عنده والتأكد من رفع كفاياتكم في هذا المجال لأنكم تسعون إلى أن تكونوا أكثر تأثيرًا في محيطكم، ومما لا شك فيه أن دوركم كمدراء مدارس يتطلب منكم القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة، الأمر الذي يتطلب منكم المعرفة الجيدة بذواتكم والعمل على تطويرها المستمر، لأن ذلك يسمح لكم بتقييم نموكم وفعاليتكم وتغيير مساركم عند الضرورة، فكما يقال: إن معرفة الآخرين حكمة ومعرفة الذات تَبَصّر. لذا نتناول في هذا المقال مفهوم الوعي الذاتي وأهميته، ومتطلبات الوعي الذاتي ومجالات الوعي الذاتي.

ما هو مفهوم الوعي الذاتي؟

يتضمن الوعي الذاتي إدراك ومعرفة الفرد لسماته الشخصية ومشاعره ودوافعه ورغباته.

أهمية الوعي الذاتي

  • تنمية كفاياتكم الشخصية والمهنية من خلال تحديد الفجوة ما بين الوضع الحالي والوضع المرغوب.
  • استثمار جوانب قوتكم والتعامل مع جوانب ضعفكم.
  • رفع قدرتكم على اتخاذ قرارات حكيمة.
  • تحديد الدوافع التي تقودكم للعمل بكفاءة وفعالية أكبر.

متطلبات الوعي الذاتي

بعد التعرف على مفهوم الوعي الذاتي وأهميته، لا بد من تعريفكم على متطلبات الوعي الذاتي والأمور التي لا بد أن تكونوا على معرفة جيدة بها وهي:

  • أهدافكم
  • جوانب قوتكم وجوانب ضعفكم
  • قيمكم ومعتقداتكم
  • فلسفتكم في الحياة
  • إنجازاتكم وكيفية تحقيقها
  • أخطائكم وأسبابها
  • طرق تعاملكم مع الأشياء والأحداث والآخرين
  • أفكاركم عن أنفسكم
  • أفكاركم عن نظرة الآخرين إليكم

وتُعد هذه المتطلبات أساسية لكل فرد حتى يمتلك وعي بذاته، ودوركم كمدراء مدارس بالذات يتطلب منكم مستوى مرتفع من الوعي الذاتي، لذا سنعرض لكم خمسة مجالات أساسية ومهمة في الوعي الذاتي تُسهم في نجاحكم في عملكم.

مجالات الوعي الذاتي الخمسة

  • المجال الأول: السمات الشخصية

نماذج ثابته من إدراك الفرد لمحيطه ونفسه وعلاقته وتفكيره بهما، وتظهر هذه السمّات إلى حد كبير في سياق العديد من التصرفات الشخصية والاجتماعية الهامة، ومن السمّات الشخصية التي تميز القادة الناجحين:

  • يتمتعون بصحة نفسية عالية.
  • يتحلون بأخلاق عالية ليكونوا قدوة حسنة لمن يقودون.
  • يتمتعون بمهارات فكرية عالية المستوى بعيدة عن الجمود وضيق الأفق.
  • يتميزون بذكاء اجتماعي عالي بحيث يعرفون أنفسهم ويعرفون الآخرين.
  • يستطيعون حل المشكلات بأقصر الطرق وأقل التكاليف.
  • يتميزون بضبط النفس والتحلي بالنضج الانفعالي.
  • يتحلون بروح المرح والدعابة بالشكل المنطقي والمعقول.
  • يتحلون بالديمقراطية بعيداً عن التزمت أو الفوضوية.
  • يتميزون باللباقة وحسن التعبير.
  • يمتلكون القدرة على البحث وجمع المعلومات المتفقة مع حاجة مؤسستهم.
  • يتخذون قرارات صائبة وحكيمة.

  • المجال الثاني: القيم

المعايير التي تُوجّه وتحكم تصرفات واتجاهات الفرد وتتحكم بكيفية تعامله مع الآخرين، ومن القيم التي يجب أن يتحلى بها القادة الناجحين:

  • الصدق والأمانة.
  • الأخلاق المهنية (العدالة، الاحترام، الشجاعة).

  • المجال الثالث: العادات

أنماط سلوكية متكررة ومتعلّمة تتكون من ثلاثة عناصر رئيسة هي: المعرفة، والرغبة والمهارة، ومن العادات التي يمارسها القادة الناجحين:

  • أخذ آراء العاملين معهم في الأمور المهمة.
  • عقد اجتماعات دورية مع العاملين معهم واطلاعهم على المستجدات ومناقشة الأمور المهمة للمؤسسة.
  • مشاركة الإنجازات مع الآخرين.
  • استثمار المواقف والأحداث المختلفة بشكل إيجابي.

  • المجال الرابع: الاحتياجات

مثيرات مستمرة تُسيطر على الفرد وسلوكه حتى يستجيب لهذه المثيرات، وقد حدّد ماسلو (Maslow) خمسة أنواع من الاحتياجات للفرد ووضعها في ترتيب هرمي حيث أن الفرد يسعى لتحقيقها حسب هذا الترتيب، فعندما يتم تلبية الاحتياجات في أدنى الهرم يبحث الفرد عن الاحتياجات في المستوى الأعلى والأنواع الخمسة من الاحتياجات هي:

  • الاحتياجات الفسيولوجية (Physiological Needs): يحتاج الفرد في هذا المستوى إلى تأمين حياته المعيشية من مأكل وملبس ومسكن حتى يتمكن من العيش الشريف.
  • احتياجات الأمان (Safety Needs): يحتاج الفرد في هذا المستوى إلى الإحساس بالأمن الوظيفي والأمن الأسري وعدم تحقيق هذه الحاجة سيؤدي بالفرد إلى انشغاله فكريًا ونفسيًا مما يؤثّر على أدائه في العمل لذلك يُمكن تلبية هذه الاحتياجات من خلال توفير بيئة عمل آمنة يسودها الاحترام والتقدير.
  • الاحتياجات الاجتماعية (:(Social Needs يحتاج الفرد في هذا المستوى إلى تكوين صداقات والعمل على مساعدة الآخرين، وقد أوضحت الدراسات أن جو العمل الذي لا يستطيع إشباع هذه الحاجات يؤدي إلى اختلال التوازن النفسي ومن ثم إلى مشكلات قد تؤدي إلى نقص الإنتاج وارتفاع معدلات الغياب وترك العمل، لذلك يُمكن تلبية هذه الاحتياجات من خلال تشكيل فرق اجتماعية ودعم أنشطتها، وتشجيع العمل في فرق.
  • احتياجات الاحترام والتقدير (:(Esteem Needs يحتاج الفرد في هذا المستوى إلى كسب احترام وتقدير الآخرين، كما تظهر لديه الرغبة في التميّز في العمل، ويُمكن تلبية هذه الاحتياجات من خلال المكافأة وتقدير جهود العاملين ماديًا ومعنويًا.
  • تحقيق الذات (Self-Actualization Needs): يحتاج الفرد في هذا المستوى إلى تحقيق الصورة التي يتخيلّها لنفسه ويستطيع الفرد في هذا المستوى من مواجهة التحديات دون خوف من الفشل في تحقيق النجاح.

  • المجال الخامس: المشاعر

ردود فعل الفرد اتجاه أمور ومواقف مُعيّنة، ومنها الحب والكره والغضب والرضا والحزن والسعادة وغيرها.

ما هو مستوى الوعي الذاتي لديكم؟

حان الوقت بعد تعرفكم على متطلبات الوعي الذاتي ومجالات الوعي الرئيسة أن تقيموا أنفسكم من حيث درجة الوعي الذاتي لديكم هل هو مرتفع أم منخفض؟ فالوعي الذاتي يتطلب منكم الشجاعة والصدق أثناء تأمّلكم في ذاتكم وفي ممارستكم. يمكنكم الاستعانة بالأسئلة الآتية لتقييم ذاتكم:

  • ما هي جوانب القوة التي تتميزون فيها على الصعيدين الشخصي والمهني؟
  • ما جوانب ضعفكم على الصعيدين الشخصي والمهني؟
  • ما الذي يُحفّزكم؟ ولماذا؟
  • كيف تتصرفون عندما تختلفوا مع الآخرين في وجهات النظر؟
  • كيف يصفكم أصدقاؤكم؟ هل تتفقون معهم؟ لماذا؟
  • ما هي أحلامكم المستقبلية؟ وماذا تفعلون لتحقيق هذه الأحلام؟
  • ما الأمور التي تُخيفكم في الحياة؟ لماذا؟
  • ما أهمية معرفتكم بسمّاتكم الشخصية وقيمكم وعاداتكم واحتياجاتكم ومشاعركم عموماً؟ وفي تحسين عملكم على وجه الخصوص؟

الآن، إذا شعرتم أنكم بحاجة إلى رفع مستوى الوعي بالذات لديكم لا بد أن تبحثوا عن الطرق التي تساعدكم على تحسين وعيكم الذاتي إذا كنتم مهتمين إقرأوا مقال: كيف تصبح أكثر وعيًا بنفسك؟ الموجود على مدونة الكادر العربي.

في النهاية، كلما كنتم أكثر دراية ومعرفة بشخصيتكم وتمتلكون مستوى مرتفع من الوعي الذاتي، تستطيعون التأثير على الآخرين ودفعهم للعمل بجد من خلال معرفتكم لجوانب القوة التي تتمتعون بها وجوانب الضعف، كما تصبحون صُنّاع قرار تتخذون قرارات حكيمة متعلقة بسير عملكم في مدارسكم. لذا قيموا أنفسكم وحددوا مستوى وعيكم بذاتكم لتكونوا قادرين على النجاح.

المراجع

الكلمات الدلالية

أحدث المواضيع